الصفحة الرئيسية | السيرة الذاتية مراجعات أعمال د. الصويان الأعمال المنشورة | الصحراء العربية: شعرها وثقافتها | أساطير ومرويات شفهية من الجزيرة العربية
 الثقافة التقليدية مقالات صحفية في الأدب الشفهي مقالات صحفية بالعربية محاضرات عامة معرض صور تسجيلات صوتية موسيقى تقليدية
ديواني
| كتب في الموروث الشعبي مخطوطات الشعر النبطي أعمال قيد النشر لقاء تلفزيوني مع محطة العربية مواقع ذات علاقة العنوان

Home | Curriculum Vita | Reviews | Publications | Arabian Desert Poetry | Legends & Oral Narratives  
Traditional Culture
|
Articles on Oral Literature | Articles in SaudiDebate | Public Lectures |  Photo Gallery | Sound Recordings
Traditional Music
| Anthology | Folklore Books | Manuscripts | Work in Progress | TV Interview | Relevent Links | Contact

 

فرسان بني رشيد

 أشعارهم وأخبارهم (2)

 

بعد أن ظهرت الحلقة الأولى من هذه السلسلة اتصل بي بعض الأخوة الأفاضل يسألون عن الدوافع التي حدت بالفارس الشاعر ثامر بن سعيدة إلى أن يمن على الشيخ فرحان الأيدا وينقذه من موت محقق بعد أن وقع في أيدي فرسان بني رشيد في موقعة شريفة علماً بأن شيخ بني رشيد قاسم بن براك قتل في تلك المعركة·

والذي سمعته من الرواة أن ثامر بن سعيدة كان في مراحل فروسيته الأولى لصّا فاتكاً "حنشولي، حايف" وكان يشن معظم غاراته على قبيلة ولد علي من عنزة· ونذر فرحان الأيدا لئن ظفر بثامر لينحرن جزوراً وبنحره في منخره ويخلط دمه بدمه· وشاء القدر أن يقع ثامر أسيراً في يد فرحان فينحر الجزور استعداداً لذبحه· إلا أن ثامر استطاع أن يفلت من يد جلاده ولجأ إلى بيت أم فرحان مستجيراً بها من ابنها الشيخ وكانت عجوزا شمطاء تقوم على العصا· ودلف فرحان مسرعاً إلى بيت أمه شاهراً سيفه في إثر ثامر· فأخرجت العجوز ثديها المتجعد والقمته بسرعة في فم ثامر والتفتت إلى ابنها ووجهت إليه نظرات كلها شجب واستنكار وصاحت به مهددة· لقد أصبح أخاك، وهل يقتل الأخ أخاه؟! فتراجع فرحان وسقط السيف من يده· ومنذ تلك اللحظة أصبحت علاقة فرحان وثامر علاقة أخ بأخيه· رحم الله ذلك الثدي العطوف المتفجر بحنان الأمومة وينابيع الخير والرحمة·

أما بخصوص القصيدة التي قالها شاعر بني رشيد عتقا بن مجبي بن داموك في موقعة شريفة والتي نشرنا بعض الأبيات منها في الحلقة السابقة نفسها "اليمامة، العدد 868، 12 ذي الحجة 1405هـ" فإن جميع الرواة يوردونها هكذا على اختلاف القافية في الشطر الأول حيث تتغير من التاء إلى الكاف فتبدأ بقوله:

              جانا معشي الضيف بالجمع زافات             اخوات بقشه منغصين الحريبِ

لكنه يعود فيقول:

              ما يستوي للموت مثلك وشرواك               ياللي بلوذات المساعر تطيب

ونعود الآن لنكمل حديثنا عن فرسان بني رشيد· ولقد رويت هذه الوقائع والأشعار للفارس والشاعر ثامر بن سعيدة من فخذ القلادان عن ابنه سعود بن ثامر بن سعيدة وذلك في منزل الشيخ شباب بن نافع بن مزعل بن شميلان بالحليفة العليا التي تقع على طريق حائل المدينة بتاريخ 15/10/1404هـ· والراوي يزيد عمره على السبعين عاماً ويتمتع بذاكرة جيدة وموهبة فذة في سرد الأخبار وإيراد الأشعار· ولغته وإن كانت عامية إلا أنها جميلة ورصينة لذلك سوف أورد هذه القصص على لسانه وبأسلوبه:

يقول سعود عن أبيه ثامر:

هذا بارك الله بايّامك ثامر بن سْعيدة شرى له فرس دفع فيها خمسة عشر ناقه وذبحت قبل يركِبَه، انقطع شَفُّه منه· السبب أنه هو ثامر غزا على فرس اخرى وخلى الفرس هذيك عند العرب وبْغيبته صار كون على عَرَبْهم ورِكِب أبوه، أبو ثامر، الفرس، فرس ولده، ويريد الله وتِذْبح بساعته يوم جَمْ قالَمْ(1) : الفرس تفداك ياثامر! قال: والله أنا من يوم شريتَه كاتبها عدام ما كِتَبْتَه راس مال، مير·

              يالله يامِرْجِع على كل وادي                    تعوضني باللي نفذ من يديّه

              تعوضني بِرْكوب زين الفَنادي                  ليا ركِبت الفاطر الشوشليّه(2)

              واسابقي ياشيخ وصط البوادي                 تقل طموحٍ حَجّروها دِنيّه(3)

              واسابقي وان حوْرِفَم للطراد                   ليا اقتفا تال الركايب سريه(4)

              واسابقي يوم الطلايع تْقاد                     ليا ردّم المردود تَطْري عليه(5)

              ابي عليها كان ربي هداني                    ان دَرْهَمْ الزمّال وابغض رْويّه(6)

ويغزون بني رشيد مرّة أخرى وربّك يجيب هكالنمشا المرشوشة، قالوا: ياثامر هذي عَوَض فرسك· هاه· ويغزو عاد هْذيل بن زَبْنَه مع محمد بن حمد ويصير عليهم لهم كون، لقوةٍ جيّدة، وتِذْبَح ذِلوله عَمْره، ذلولٍ طيّبه، تْغير مع الخيل· عاد كْوتُه ذلوله، انْغَمَضْ يوم ذِبْحَتْ· قال عاد هذيل بذلوله:

              يالله ياللي عضْت ثامر بشقراه                 تعوضني بالفاطر أم الجمايل

              حمرا من العيرات ما ازين حلاياه              كن الحلا مع رمّة الخشم سايل(7)

              ان روّح العيدي بعيدٍ معشّاه                    باكوارهن يازين طَقّ المثايل(8)

              ياحلو ظَفّة كورها يوم نالاه                     مقصورة ينْسف عليها الظلايل(9)

              ان شافت المدَّب مع الجيش تبراه               مثل العنود اللي تقود الجمايل(10)

              حَلّيت صفّاق الهوى في مْقَفّاه                   صَفّاق برّاقٍ يقِدّ المسايل(11)

              مِرْباعها يمّ "الحضَن" ما صِفَقْناه               في ضَفّ ابن برّاك وافي الخصايل(12)

هذولا سلّمك الله مطير على شباط بن درويش اخذوا طرش لنا عزيب، أخذوه من المرعى، من الفلاة· والى تْخَبر مطير، حمران النواظر، ندخل على الله عَنهم، معَشّية الطير·

أغارم(13) على الطرش من أيسر البَنَانه ويحيلون بها· ولْيا العرب، عَرَبنا، على القحْصيّه· ويفزعون ويلحقونهم· يوم شموا الفزعه مطير ويطردون الفرعه ويتقفون البل ويلحقهم ثامر بن سعيده على فرس لابن عجوين تسمّي الحرقا، فرس مِرهيةٍ بالجري، سابقٍ اصيله، تْطَبِّح من مرابيع النجوم· وهو يجنِّب عنهم وهو يضرب البل عرض وهي تقطعهم ولْياً هو فاكّ البل - فكه الله ثم هو· وينخون مطير: تكفا ياشباط اذبح الخيّال، تكفي ياشباط يابا العادات··اضرب ياشباط الفرس ياراكبةٍ راسه، يامْجَلْمْدَه، وهي تْعَفِر تحت ثامر، إلا أن البل بمواقفها، اظهرهم عن البل وافْتكّها· ويجيب فرس وذلول قال: هذولي لك يابن عجوين عن فرسك اللي ماتت· يوم عوّدوا الفزوع لاهلهم قالوا: اللي فكّ البل ما هو ثامر لحاله، حنّا معه· قال ثامر:

 

              واسابقي ياشباط حمرا محلاّه                  من كونكم ياشباط فيها ضرايب

              رصّيتها من دون ملحا مزهّاه                  لين اعطبوها محتمين الركايب

              ياشباط تفرق هوشنا وأنت تاراه               يوم به المركي على الهوش عايب(14)

              يوم ان كل يلتفت لك وينخاك                   ترادي بك الحمرا خلاف الركايب

              ياشباط هذا الهوش ماهو مناجاه               بيني وبينك كنّه السمن شايب(15)

والله ويرسل لهم شباط هالبيتين:

              ان كان هو راع الجواد المحلاّه(16)            ودك على يمناه يرخى الايدام

              قولوا لغطوى بنت حامى المخلاّه                تشوم له حيثه بعيد المرام

الله يرحمهم جميعهم ويتجاوز عنا وعنهم ولا يعيد هكالوقوت القشرا ويعز الإسلام والمسلمين ويحسن العاقبة ولا يغيّر علينا نعمة الإسلام·

 

 


(1) قالم: قالوا بلغة بني رشيد حيث يقلبون واو الجماعة ميماً· والميم التي في ضمائر الجمع المتصلة يقلبونها واواً.

(2) الشوشلية: سريعة الجري.

(3) الطموح: الفتاة التي تطمح إلى قرين غير ذلك الذي يريد لها أهلها· حجَروها دنيه: حجّرِوها ذويها· والتحجير من عادات البادية وهو أن تكون الفتاة حجراً لابن عمها· فهم حجّروها لابن عمها لكنها تطمح إلى رجل آخر.

(4) حورفم: حورفوا· أي بدأوا يتأهبون لمدافعة الأعداء سرية كوكبة الخيل.

(5) ردّم: ردوا.

(6) في حالة الهزيمة يشرد الخيَال عن الزمال الذي ينقل الماء والطعام لفرسه ولا يلتفت إليه ولا إلى ما يحمله من الماء بالروي.

(7) رمة الخشم: مقدمته.

(8) العيدي: الجيش· طق المثايل: ترديد أهازيج النصر.

(9) لعل المقصود بهذا البيت هو وصف الراحلة بأنها ضخمة تشبه المقصورة الكبيرة في حجمها.

(10) المدَب: هو الذي يقف أمام الجيش ليمنعهم من التسرب والتفلت ولا يسمح لهم بشن الغارة إلا دفعة واحدة حينما يقترب منهم المهاجمون.

(11) المقصود بذلك حركة الذيل.

(12) ما صفقناه: لم نمنعها من رعي الحضن خوفاً من الأعداء بل إننا لعزتنا ومنعتنا نرعى إبلنا حيثما يطيب المرعى.

(13) أغارم: اغاروا.

(14) المركي: قبل شن الغارة يقسم العقيد قومه "يعزلهم" إلى غارة، كمين، مركي· وعند البعض الكمين هو المركي.

(15) يصف الرصاص من بينهم كأنه السمن المذاب على النار لدرجة الاحتراق.

(16) أي أنه أهل لذلك ويستحق الإكرام جزاء لشجاعته.


 

<< الصفحة السابقة  |  مقالات صحفية في الأدب الشعبي  |  أعمال قيد النشر  |  الصفحة التالية >>